المطرية

مدينتى بلا ليل .. نجومها عيون
والناس فيها .. لا تخون
ومآذنها عنوان لكل قاصد سبيل
وفوق أغصانها تغرد العصافير
والليل يصحو مبكراً ونشيدها تراتيل
من أقمارها صنعت تيجاناً
وزوارق من نخيل
على صفحة النيل تتهادى .. للعابرين دليل
وخلف فراشاتها السابحات فى وهج
طفت أتسلق الأسوار
وأنصب الشراك
لعلنى أفوز بتألق الأنوار
مدينتى .. كان بها
أغانى شعبية
وسفائنها كانت تبحر
بقلوب مرمرية
وخلفها حبيبه وزوجها
كانت تثرثر بالكلام
وحين عاد حبيبها
حمله فى تابوت
فنسجت خيوط العنكبوت
ألقت بخاتمها النحاس
وطافت بالقبور
وصادفت قارع الطبول
والأجراس
وسحابة قاتمة رافقتها
بعدما فقدت حبيبها
وأقسمت بأنها
لمدينة الحلم لن تعود
وزرعت حول دارها زهور
وتعلمت فن البكاء والعويل
وصنعت من حسنها ربابه
تعرف متى تعزف ومتى تثور
اعتادت أحزانها
أن تختفى خلف السطور
أنشأ هذا الموقع ويدير تحريره الكاتب الأديب مجدى شلبى