المطرية

مدينتى بلا ليل .. نجومها عيون
والناس فيها .. لا تخون
ومآذنها عنوان لكل قاصد سبيل
وفوق أغصانها تغرد العصافير
والليل يصحو مبكراً ونشيدها تراتيل
من أقمارها صنعت تيجاناً
وزوارق من نخيل
على صفحة النيل تتهادى .. للعابرين دليل
وخلف فراشاتها السابحات فى وهج
طفت أتسلق الأسوار
وأنصب الشراك
لعلنى أفوز بتألق الأنوار
مدينتى .. كان بها
أغانى شعبية
وسفائنها كانت تبحر
بقلوب مرمرية
وخلفها حبيبه وزوجها
كانت تثرثر بالكلام
وحين عاد حبيبها
حمله فى تابوت
فنسجت خيوط العنكبوت
ألقت بخاتمها النحاس
وطافت بالقبور
وصادفت قارع الطبول
والأجراس
وسحابة قاتمة رافقتها
بعدما فقدت حبيبها
وأقسمت بأنها
لمدينة الحلم لن تعود
وزرعت حول دارها زهور
وتعلمت فن البكاء والعويل
وصنعت من حسنها ربابه
تعرف متى تعزف ومتى تثور
اعتادت أحزانها
أن تختفى خلف السطور

ديسكو

يا وطن الأحلام استيقظ
ارقص ديسكو
يا من أردت دخول الحلبة
اعصب عينيك
ولا تخلع نعليك
وارتدى الجينز
وأحدث صيحات
إيف سان لوران
وطوبى للغربان
وحراس المائدة الخضراء
وصويحبات العيون السمراء
انقش فى صدر الجبناء
اتيتك يا رياض الرقص
كى أرقص
حتى يستحيل الدم نارا
فى الجدران الظلماء
صاخبة هذى الحلبة
أصابت رأسك بدوار
لا ترجع ... لا ترجع
أجثو على قدميك ويديك
كالأطفال الرضع
ولا ترجع ... ولا ترجع
أفقد أوراقك
بصماتك
هويتك ولا ترجع
فالرقص نضال
ومصر من أجلك تتوجع
يا ابن أحمس لا ترجع
فالحلبة كرامة
والهزيمة لو تخرج
من دائرة الحلبة الراقصة
وترجع
الريح فى البحر تحنضر
والقهوة لمسافة الزمن
تختصر
وحبيبتك فى الخارج
تنتظر
عودة العاشق المنتصر
والحلم يستدير
والقنديل ينكسر

سأصمت يأساً

سأصمت حين
يشتد البرد فى شتاء طوبة
تزحف على أطرافى الرطوبة
أرى الجدار يسقط ألف طوبة
سأصمت حين .....

أرى الورد تأكله العطوبة
أرى فى جوابى شبه صعوبة
سأصمت
لو أتيت يوماً تقول افترقنا
أو فى طيات النسيان نسينا
وإن رحنا وإن غدونا
تجىء وتجىء تشكى
كيف بكل هذا الحب ننتهى ؟
بل بالفعل انتهينا
ونحن كم بأنفسنا للنار ألقيتا
واليوم بلا رحمة
تتوه ... بين الوجوه
بين الخطى بين الكلام
حتى السلام هو الآخر
يتوه فى دنيا الفراق
نخفيه فى الأعماق
بين الروح والقلب
بين الجنب والجنب
كل هذا يجعلنى
أصمت يأساً
همساً ...لمساً
فى هذا الكون
عشاق ذهبوا ... عشاق يأتوا
سأصمت
لو أرى خطأ أمامى
لو تبعثرت أيامى
لو داهمتنى آلامى
سأصمت ولن أقول آه
فقولها يجعلك منى تسخر
وبقلبى ماعدت تشعر
وبهمستى ما عدت تفكر
فأنت تريدنى حسناء
وآه لو أصبحت صفراء
ستهرب ومن نيل جديد ستشرب
وفى غيرى سترغب وتمرح وتلعب
لذلك سأصمت
وأقتل كلماتى وأسكت
سأصمت
صدقنى سأصمت
لا تخشى منى .. لا تبتعد عنى
واقترب منى
نادى الحلم من ليلى
يأتيك فرحاً

نادى الشوق من صدرى
يأتيك سحراً
نادى الحب من قلبى
يأتيك أمرا
نادى الأيام من عمرى
تأتيك عدوا.. نادى كل شىء
ولا تبحث عن أى شىء
فأنا فى هذا العالم
صامتة
حالمة
زائغة البصر .. ضائعة الشعر
عاشقة القمر وظل الشجر
ونجوى السهر
كل هذا أعشقه
بفكرى ... بعقلى ... بروحى
لا بحديثى وكلامى
لذلك دعنى أصمت

ادعاء

طفل يلهو والأحزان يلقيها
لا يدرى ما الحياة ؟
ولماذا يدريها ؟
فى جعبة الأحلام
صرخة وفرحة وطعنة
صرخة من أجل جراح الوطن
وفرحة بلقاء حبيبة
وطعنة من سكين صديق
كان يخفيها
يا وطنى ... أرثيك يا وطنى
أبكيك أبكى من ادعوا
فوق أرضك البطولة
تمرغوا فوق خيراتك
وحين طالبتهم بالثمن
ادعوا العجز والكهولة
آه ... يا وطن
مزقوا فيك الحنين
بلا رحمة ولا هوادة
إنها هكذا لا جديد كالعادة

فى الوقت الحالى

أفكر ...
كيف أعبر لخطوط النور
فى الردهة
صوت اليأس بأعماقى
يا من تتحدث
قلبى مرتجف عقلى مرهق
والأمل الضائع متوتر
كالليل المعتم
حين يولى القمر اللامع
لا أملك إلا أن أرتحل
القمر أصبح لا يعنينى
أو تلك النجيمات
العالية المرصد
ضائعة فى أعماقك
فدعنى أنزع نفسى منها
أرجوك ... لا تحزن
لو تعلم
أنى صرت ذكرى مبتئسة
تبحث عنك فى كل حين

أعاتب البحر

أيا موج البحر
لا ترحل بدونى
خذنى معك أو تعالى إلىَّ
نورك المذهبى والقمر الفضى
فى نشوة غامرة
تسمع منا دوماً
أسطورة حبنا الخالدة
وظلت نحرسه أعيننا الساهرة
خوفاً منك يابحر
وعندما غفلت نظرة منا
تسللت كل العيون الماكرة
أغرقت الحلم فينا
ومن يومها
أبحث عنه لا أجده
أجده يغزونى لكى يسألنى
عنك وعنه
فى عالم الحلم مسافرة
لا أستيقظ .. أظطل أتراقص
بجوار نجمى الشارد
أرسل قبلتى عبر الهواء
تفتش فى الأجواء
وأخيراً تهتدى إليك
ألف دمعة تجرى خوفاً عليك
ألف خطوة تسبقنى
فرحاً إليك لا زلت
أحلم بزمان الأسطورة
وفارس يحملنى ويرحل
نجوب الآفاق
نبحث عن حلمنا
عن العش الذى
يشهد الحب العتيق
هل هو ؟
بين رياض الزهر أو بين الروابى
أو عند القمر
أو فى أعماق البحر
بين الجزر يتصدع الحلم
يسقط الجواد
والفارس يصبح مكسوراً
لا زال يلهث مخموراً
العش زال فوق الخيال
محال ... محال
أحمل أنا الحب
تحمل أنت الحب
لكن أين العش ؟ فى زمن الغش
جميل أن أبنى عشاً
من قش العصافير
هذا القش سيطير
ونبدو عرايا كيوم الغضب
حين بدا آدم ومعه حواء
فى العراء

دخان


كم من الدخان يحاصرنى
القطار ... ينادينى
تعويذة من القرآن تطمئننى
وتهدينى متحير
متحير ... متحير
أحلم بزمان المرجان
أحلم أن تنجينى من اليم الشطآن
تحملنى الأحزان ...تغسلنى
ثم تلقينى بلا رحمة
بين طلاسم مسحورة
لا أدريها
أجتاز عالم الجن والعفاريت ى
يمسسنى جنى شارد
أتحسس وجهى فأبدو جنية
الساقان ... لا أجدهما
لكنى أعود بذيل لامع
ذهب ... فضة لا أدرى
يهوانى الجنى الشارد
نجوب عوالم البحار
أهواه قليلاً
ثم ألمسه أصرخ
أريد العودة لدربى
لونهم مثل لونى
قلبهم مثل قلبى
قبلاتهم قبلاتى
سلامهم سلامى

اللحظة

ما أحلاها لو لقاء حبيب يعود
لو كلمة حب على الشفاه
ننسى فيها الوجود
لو فرحة قلب
نحسبها خلود
لو دمعة تتوهج
ثم تذوب على الخدود
ما أقساها لو يرحل الضمير
يموت الفقير
قيدوا الأفكار فينا أثقلوها
أثخنوها بسياط من حديد
فلا شهيق ولا زفير

ماضى يغيب

أشكر أنك ماضى لا تسألنى

لا تأتى ؟

لا تزعج أفكارى

يكفينى أنك ماضى

لو أسود ... لو أبيض ...

ستضيع خلف عقول المنسيين

تصبح ذكرى تئن

فى عقول البائسين

ماضى تغيب

كالثلج تذوب

وفى الصيف .. تمر كاللهيب

كلاهما منسى

لا تتذكر منهما إلا اللحظة

سآخذ كل الذى أشتهى

سآخذ كل الذى أشتهى بيدى
بإرادة من نار سأخرج الفجر
من دمى الأسود من ليلى المنهار
سأشيد القصر الذى توارى
بين أنقاض الليل والمزمار
وأعزف اللحن الشجى
لأجمع حولى السمار
وآخذ كل الذى أشتهى
سأغنى للروض فى الروابى
وأزرع الزهر فى الصحارى
وحبة القمح التى غاصت
فى أعماق الليالى
ونور العمر الذى
غاب مع نجمنا السارى
سألملمه لأدفىء غاباتى المستوحشة
وأدفىء جارى
وآخذ كل الذى أشتهى
سأطير بجناح من خيال
وبقلب لا يعرف المحال
وأصم السمع عما يقال
وإن داهمنى فى الدرب الخطر
وإن خانتنى كف القدر
وإن غاب من ليلى ضوء القمر
وإن باعونى مثل أجساد الشجر
جريح ... يصيح ...
ينزف كالريح فى ليل المطر
رغماً عنهم
سآخذ كل الذى أشتهى

هل مثلى تعشق ؟

الخمرة تسكر حقاً
لكنى معك
لست بحاجة إليها
فعالمى معك كله ألوان
لون بربيع الزهر القانى
حين ينادى ألمسه يتفتح
وآخر بصوت البلابل الحزينة
فى الشتاء
تفرح .... فتصدح
معزوفة ألوان
فهل مثلى تعشق ؟
بالأمس ترامى لمسامعى
أنك فى الغربة تصرخ .. تتأجج
فمتى تنساب المياه ؟
لتروى حدائقى اليابسة
متى ينذرنى المطر كى يهطل
فأدور أتراقص
أرسل أصدائى عبر الريح
فيا أيها الجريح
متى يجف جرحك ؟
ومتى يصعد للسماء قمرك ؟
متى يأتيك الغيث ؟
فتكتب همسك
أو سمه كما شئت شعرك
فى وريقاتى الراحلة إليك
قابعة أنتظرك
فهدىء هذا الروع الهادر
بأمواج سحرك
سؤالى المعتاد
لا تمله وضمد جرحك
امرأة أخرى حلت أوردتى
أسألتها دماء زرقاء
نزعت أضلاعى سحقتها
وتسللت .. غازية قلبك
فمعذرة صديقى
فكل الوعود بيننا حمقاء

للقلب نداء

القلب دوماً نداء
يابلسمى الذى يشفينى
يا قلمى الذى يشتاق إلهامى
يا كل شىء فى الوجود
هل أناديك فتستجيب ؟
بالأمس ناديت الحلم فتبعثر
ناديت المخاض فتعثر
توسلت للسماء كى تمطر
فلا هى مثلك استجابت
ولا أنا هدأت ...
المطر الأسود
يطمس لون النهار
والزمن المتأجج
يتوهج فى انتظار
وأنا مثل الجميع
لا أملك الاختيار
لا أملك إلا زهرة الصبار
فمتى تتفتح داخلى
زهرة النوار ؟
يظلمنى الكون ...
أم نفسى أظلم
أين القمر الساطع
بطريقى المظلم ؟
هل يبوح لسانى أم يتلعثم ؟
أصمت مثل الأفاقين
أم أتكلم ؟
يا أيها الكون المظلم
ضيع من حلقى هذا العلقم
واجعلنى سيفاً للحق ولا أندم
وطنى مهزوم ... جرحى مكلوم
فمتى نبرأ ..؟
ومتى منه تبرأ ..؟
أعطونى ورقاً كى أكتب
فكرت قليلاً
وماذا أكتب
هل أكتب شعراً ؟ نثراً ؟
سطراً يتبعه سطرا
فى النهاية ... لا شىء
سوى ورق ... أرق
لص سرق ثم مرق

فكرة

حين راودتنى الفكرة
طاوعها جنونى
وامتطيتها لآفاق بعيدة
فكرة ....
أن أنزع كل الأشواك
المزروعة بأرض الزهور
وألقيها بنهر بلا ملامح
يابسة أنا مثل أفكارى
فمتى يعود إليها الاخضرار
أليس الليل
وأهرب من عمرى
باحثة عن فجر يضىء
أتنفس العبير تلهث أنفاسى
أحتسى بعض قطرات الندى
فتنبت فى قلبى بنفسجة
بدون الانتظار
هل يسكن الصمت
جنباتى الخاوية ؟
ضجيج أحزان بصدرى
وجوادى متعثر الخطى
ألقوا به للأوجاع ... بلا رحمة
فبمن أستجير ؟
كم اعتليت من الحب
عروشاً بلا تيجان
ولا أوسمة ولا دولار
أحتسى به جرعة ماء
غيرى اعتلى عروش الجاه
فتفتحت للحظة له الحياة
واحتسى منمها خموراً كالمياه
فى لحظة تعثر الحلم كالجواد
بين زحام البشر
الجمع ضل وتاه

بلا سبب

فى شرفة الحديقة
المطلة على نهر الغضب
وجدتنى أبكى بلا سبب
أبعدت خاتمى عن إصبعى
طوحت بسوارى الذهبى
وثوبى الزاهى أدعيت أنه قديم
أيضاً بلا سبب
مدفوعة فى ثورة بين اللهب
كل النساء مثلى ... غاضبات
فالرجال أضاعتهم الحياة
فولى الحب فى زمن العجب
يا من أردتم دخول شرفتى
ها ... قد ماتت من الحزن زهرتى
وصمتت عن الشدو قيثارتى
وأشعارى بلا معنى
كلها فكر معنى
منزوعة الإرادة
أصابنى الوهن

مشنقة

أنصبها لهؤلاء
رداء الشجاعة فوق جلد جبان
ملحد يسعى بين الناس
ينشر الخطيئة فى الأديان
فكر يتأجج يتصبب عرقاً
ينزف من شريان
أنا يا عروبة مرهقة
أبحث عن زهرة فى صحراء الموت
أبحث عن ثوب أبيض
يلمع فى الشمس
عن دار تسمع أغنيتى
فتذوب من الهمس
أبحث عن حلم بعطينى أماناً
يحمينى ... يدخلنى
فلا خوف .... ولا حزن

أمنية

وارتديت الثوب الذى تهواه
ووضعت العطر فواحاً شذاه
وتلمست الدرب أمنية
لا تبلغ منتهاه
وبحثت عنك سراباً ينادى
فلا أسمع صداه
فعدوت ألملم أشلاء نفسى
سيقانا ثقيلة
وأيادٍ وجباهٍ وشفاه
وألقيت الثوب الذى ادعيت
أنك تهواه
وصرخت فى ألم وا حسرتاه

عفواً لا أدخن السجائر

معذرة ... ياسيدى
أنا حقاً امرأة فلاحة
حوارى هادىء .. كلامى بسيط
فأرجوك تهذب
وبكفينى منك صياحاً
معذرة اخلع أظافرك من قلبى
وأفهمنى .. ما العبارة ؟
دربتنى لأكون جاريتك
أتقنت أنت اللعبة
وأجدتها أنا بجدارة
معذرة ...
أعلن أنا عصيانى بكل جسارة
معذرة ...
فلن أضع فى شعرى العطور
ولن أحمل إليك الزهور
ولن أتراقص فى الليالى
زبحديثك المتعجرف
لن أشغل بالى
ياسيدى جب العالم غرباً وشرقاً
وجرب أن تحيا
حياة أخرى
بجوار امرأة عصرية عطرها غالى ثوبها غالى
وبحبى أنا لا تبالى
جرب .. لن تخسر إلا امرأة
كانت تعشق فيك
أن تأمرها فتلبى
وبالآخرين لا تبالى
ياسيدى ...
من أمى تعلمت أنا
لو كان هناك سجوداً
لغير الله لسجدت إليك
أن أقبع فى دارى أنتظرك
مهما مر علىَّ الوقت
قلبى يذوب شوقاً عليك
لكنى بالصدفة اكتشفت
أنى كنت أحيا فى الحب خرافة
منها تعلمت
أن الموت بعيد عنك
أهون من عشقى وبكائى
بين يديك
هكذا ... يا سيدى
أنا فلاحة منها كثيراً
للأصدقاء شكوت
قلت أننى
لا أرتدى ثياب الليل الملونة
ولا أضع أدوات الزينة الملونة
أصمت دوماً
ولا أقول كلمات حب ملون
وتعجبت لرجل يهرب من أنثى
كانت تهواه لحد الموت
فكل ثيابها الملونة
وعطورها الملونة
وكلمات حبها الملونة
كان بالنسبة لها
الشمس والقمر
وفراشات الحب التى تطير بها
عبر أمواج بحر ملونة
وبين الثوب وغطاء الرأس
تغنت أغنية ثكلى
تشعل ناراً يائسة فى القلب
صدقنى يوم غيابك
عن ذاتى قد غبت
جب العالم شرقاً وغرباً
شمالاً وجنوباً
وابحث عن امرأة
ترضى غرورك
كرجل شرقى
تجمع بين عطر الماضى
وثياب الغد المثيرة
ترتدى اليشمك والحجاب
والسراويل القصيرة
تنتظر عودتك فى المساء
وتتنزه بصحبة آخر
لو تسألها ... من هذا ؟
تسخر منك قائلة ... إنه صديقى
وهل الصداقة مسألة خطيرة ؟
ساعتها سوف تتذكر
أن لا أعرف الصداقات القليلة
ولا الصداقات الكثيرة
وكنت أنت دنياى الكبيرة
ياسيدى ... جرب
ذوات العيون الزرقاء والخضراء
وصويحبات الباروكات الشقراء والحمراء
ستنبهر وتذوب عشقاً
بعدها ستعود إلىَّ نادماً
وتنادينى فيضيع فى الريح النداء
لأنى أعلنت عصيانى عليك
ولن تضل السفينة بعدك
ولن أعانى الشقاء
وسأكتب فوق براءتى
قد خاننى لأنى كنت ساذجة
لا أعرف معنى الدهاء
لم أحتس الخمر يوماً
لم أدخن أبداً سيجارة
وكانت جريمتى الكبرى
أننى أنثى أعتنق النقاء

وا معتصماه

آدم قال ... رجعت إلى الله
هابيل المقتول ... دماؤه عند الله
إخناتون فى البدء قال الله
زكريا فى المحراب يصلى لله
والياصبات تتوجع فى المخاض
وتقول ... إنى أنذر حملى لله
مريم فى المحراب من يسأل عنها
وتقول .. لا يتركنى الله
معجزة قدسية
نبية فحملت باسم الله
وعيسى أيضاً تنذره لله
الملائكة تصلى لله
الجان يعبدون الله
فيا أيها الغاصبون
القدس عائدة لنا
ولن يتركنا الله
وا إسلاماه ...
أنقذنا من الكفر من العصيان
استيقظ يا آدم
لنرى ما كان لترى من خان
لترى من تاجر بالسنة
وانتفع بالقرآن
فوق موائد الميسر باعوا ضمائرهم
بكأس من نبيذ ودبروا المؤامرة
وليكن شعارهم فرق ... تسد
عبارة الحقد الشهيرة
عبارة الطمع الحقيرة
ولنبدأ من هنا لكنهم نسوا
أن إفريقيا جائعة وآسيا تنتحب
ولبنا الذبيح شىء مضحك
لا زال يقسم بالمسيح
والقدس تستباح
وتغتصب وقت الصلاة
والحلم ضاعت معالمه الجميلة بالدماء
والهرم .. آه إن يغتالوه بالدهاء
لكننى مصرى شهامة وكرامة وكبرياء
أنا شعب شامخ كالقلعة
فهل يتهدد ؟
أسمر كالطمى القابع
فى أعماق النيل
فهل يتبدد ؟
أنا وإن صرت تراباً
فدمائى زاد فى شرايينى
يتجدد ...
فاحذرونى لو أغضب
فآه من غضب الحليم
إن يبلغ منتهاه وا إسلاماه
وفى القدس رد النداء
فتاة تصرخ
بعدما استباحوها
وطفلتها السفاح خوفاً
من العار يئدوها
والأخ المسلم ينزف
دماء قهروها
والأرض العذراء خجلى
بعدما استباحوها
والجثث بلا جنازة
ولا تراتيل شيعوها
ومساجدى الطاهرة
بالأحذية القذرة .. داسوها
وصوت الآذان اختلط بالرصاص
والصلاة هى الأخرى ضيعوها
واقفة أنا يا آدم
أنثى فى الأرض المحتلة
كالذبيحة كى ينحروها
فهل ارتضيت يا آدم ؟
أنثى فوق ثرى القدس يغتصبوها
ووليدة يذبحوها
هل انتهت القضية ؟
والقدس باعوها
وبرداء الجبن دثروها
نبكى بملىء العين
فمن يمسح الدمعات ؟
يا ؟؟؟ عرب استيقظوا
والقدس إلينا ... ردوها
بملىء قلوبنا نار
وملىء صدورنا ثأر
وحلمنا العربى يصرخ
فى شوارعنا ... فى مزارعنا
فوق المآذن يردد الله أكبر
ومع أجراس الكنائس
نبكى المحبة فمن يواسينا ..؟

استغاثة

عن الدنيا سأرحل

عنها ثانية ... لن أسأل

للقمر الرائع لن أتطلع

بالشمس الذهبية لن أتدفأ

بالعطر الهامس فى زجاجاتى

الفضية .. لن أتعطر

وخوان ملابسى

سأودعه ولا أتحسر

فحبيبى ... عن حلمى ...

يرحل ... بلا وداع

خلف صمت موحش

وأنين يتوجع وجدار يتصدع

وقلوب تدمع

وكتاب أشعارى لا يرضى ... لا يقنع

وسيظل حبيساً فى أدراجى يقبع

فكيف يرحل اللحن

المجنح بدونى

أيتركنى فى لهفتى

وحيرتى وشجونى

وغيرتى العمياء

وهيامى به وجنونى

هونى عليه يادنيا هونى

من أنت ؟ ومن تكونى ؟

سأرحل ...

وعنك بعد اليوم لن أسأل

سأراه فى المساء يمر تحت شرفتى

سأحترق شوقاً وتذوب مهجتى

وهو يغيب فى الظلام

مع من كانت فى يوم صديقتى

يصعد إلىَّ عطرها ... وهمسها وسحرها

وتكوى الدمعة مهجتى

آه ... صديقتى

سرقت منى فرحتى

قد كنت يوماً لعبته

أمشط ضفائرك يا صغيرتى

تسعدين قلبى وتسعدين مهجتى

واليوم يا للعجب

تصبحين فيه شريكتى

تسرقيه منى وتصيرين ضرتى

وآه منك ... ياضرتى

وا معتصماه

كل العيون ذئاب من حولى
فانقذنى يامعتصمى
وارسم هذا الخطو بدربى
وأشرق يافجرى نوراً فى ليلى
هل أخجل أنى امرأة ؟
هل أتبرأ من قدرى ؟
بمن أحتمى ؟
وكل رياح السفائن ضدى
خوفى مذاب فى كل شراب
أتجرعه بكأسى
عين دامية تنزف ناراً
تحفر باليأس قلبى
مطرى يتوجع بين سحاباتى
يبلل حتى تميمة صدرى
شمس تصهر خوفى
وأوراق زمانى تتوالى
تعلن شيبى
جسدى يتعثر
تتلاشى كل الأشياء
الرائعة بعمرى
أتهيأ لغياب أبدى
كدخان أسود يجذبنى
يامعتصمى هيا انقذنى
هل تسمعنى يامعتصمى ؟
متأرجحة .. مترنحة
يلقونى بأعقاب سجائرهم
وبكئوس نبيذهم المتبقى
وقد ماتت ضمائرهم
ويدعوننى بالوقاحة لمراقصهم
ثم يلقونى لكلاب الأرصفة الثكلى
تجرعنى الويل
ومنهم أستنجد ... يامعتصمى
لست شاه فى القطيع
بالعصا تؤمر القطيع
يامعتصمى هيا انقذنى
قبل أن أضيع

نبيع الموت فمن يشترى ؟

الموت خبئوه وعبئوه
فى زجاجة معتقة
رجل يترنح فى نشوة
أو فى صحوة
هى صحوة الموت
فى حانات السكر المعهودة
وفتيات الفقر المعهودة
فتاة ضلت ... صرخت .. تلاشت
ثم أضاعوها لتنضم لقطيع النساء
اللواتى أضاعتهن الحياة
مأساة أن نصرخ بالآه
مأساه
حفنة دولارات
أثواب الليل البراقة
كلمات العشق الأفاقة
تجارة رابحة لنساء العصر
فأين نجد المبادىء والحب ؟
وثوب الصلاة وصوت الطهر
يضيع بين فحيح الأفاعى
وضجيج العهر
المساحيق فوق الوجوه
أضاعتها مياه العرق
والمناديل فى هذا العصر
للأسف ورق
ودنيا الشباب
أرق ... هيروين .. قلق
فيا صناع التاريخ
قل أعوذ برب الفلق
من شر ماخلق
الشياطين تتقهقر
والشر للخير يقهر
والمسيح يضيع فى العقول
هل هو يهوذا ..؟
أم المهدى المنتظر
وللقيامة إلى متى سننتظر ؟
والتكنولوجيا تنتصر
والعيون بالجمال تنبهر
وأطفال الأنابيب بالإنسان تفتخر
وبنوك الأجنة تمتلىء
والأرحام تؤتجر
والعقل ىثائر سينفجر
فهل زماننا أصبح زمان الخطر ؟

أتمنى يوماً واحداً لو أعود

وآه ... لو تعود
بذاك الثوب الوردى
وهذا الشعر الغجرى
وهذا الخد الخمرى
وذاك القلب العذرى
وجنة عصافيرى
وشرفاتها روحى
لكنك ذبت عنى
فى المدينة
فبدت فروع الأيك ذابلة
فى أول الليل بحثت عنك
فى زورق القمر
فغاص فى أعماق النهر
فجلست ساكنة
أعزف على الرباب
يواسينى العذاب
ينفرط الريح منى
فأنفرط فى الزحام
وآه ... لو عاد
يوماً واحداً بحذائى الصغير
ويومى المطير
والثلج يداعبنى فى الطرقات
ورغماًً عنه أسير
إليك أسير عند الغدير
وحبات المطر تتساقط
فوق كفينا نتقاذفها
وتغمر بالفؤحة قلبينل
وجهينا ... عمرينا
ونضحك ونسير
وآه .. لو أعود يوماً واحداً
تتشابك الكفان
تقول الأصابع الملتفة
نحن نعشق ؟؟؟ نهوى
رغماً عنا ... قلب واحد نختار
نهواه بكل الإصرار
والدنيا كما قالوا عنها مشوار
نفرح يوماً ... نبكى دوماً
قد ننهار
وهواها ... قيد إعصار
أقدار ... أقدار
نسألها ... نتوسل
أن تترقفق بقلوب عذراء
ألا تمزق فينا الأوتار
ونحن لا نملك إلا الأشعار
وأغانى العشق المنسية
بين آهات المزمار

رسالة هناك

وكتبت يوماً فى رسالة إليك
مشتاقة أنا أهفو لكلمة
مشتاقة أنا أهفو لهمسة
كل شىء فيك يدعونى
ينادى احتراقى إليك
أشتاق ماء المطر
حين التلاقى
أشتاق همس الشجر
حين التناجى
أشتاق نور القمر
يبيح فى الليل انطلاقى
وكتبت أيضاً فى الرسالة
أن الهوى شىء لا نقوى عليه
يجذبنا دون أن ندرى إليه
ونرتمى فيه ... يقسو علينا
أو نقسو عليه
والذكرى فيه حريق
كلما اقتربنا من نهريه
ولأننى دوماً أعشق فيك
الحريق والطريق
والرحلة والرفيق
فإننى بقيد متين قيدت قلبى
عنقى بيديه

ولدى محمد .. رسالة إلى محمد الدرة

ولدى ... محمد
ولدى محمد
إذا رجعت فابحث
عن الخبز
ستجد ملايين الأرغفة
فى سلال الأمهات
وإذا عطست
فالروح تسقيك
ماءً سلسبيلا
وتهتف بالمسيرات
مات ... محمد
لا يدرى
ماذا فعل بالقلوب الداميات
أشعلت النار وتركتها عطشى
وسقيناها من أرواحنا
ماءً ودماً وغيظاً
يتراقص لهيبها
فى صدورنا جمرات
سقطت ذراعك فى حضن أبيك
وتوسدتها أصابع كفك اليسرى
والأب المكلوم يصرخ
وتلاشت صرخاته ..
بصوت رصاصاتهم .. الحمقى
يابنى نم قليلاً
اتركوه ... إنه طفل صغير
لا يحمل فى يده حجراً
لا يحمل فى صدره حقداً
لكنهم يهود ...
تمزق صدرهم حقداً
محمد ....
لا زالت أرضنا عربية
لا زال لدينا أطفال ..
ورجال ونساءء حوامل
لا زال لدينا أغانى شعبية
لا زال لدينا جدار
لا زال لدينا أحجار
نلقيها بقوة ونعلن ....
أرضنا عربية
ومهما طال ظلامنا
ستظل لنا أغنية
نغنيها بزنزانة
فتفتح طاقة نور
وتكسر حديد سلاسلنا
وتعلمنا عنف النسور
أنشأ هذا الموقع ويدير تحريره الكاتب الأديب مجدى شلبى