عفواً لا أدخن السجائر

معذرة ... ياسيدى
أنا حقاً امرأة فلاحة
حوارى هادىء .. كلامى بسيط
فأرجوك تهذب
وبكفينى منك صياحاً
معذرة اخلع أظافرك من قلبى
وأفهمنى .. ما العبارة ؟
دربتنى لأكون جاريتك
أتقنت أنت اللعبة
وأجدتها أنا بجدارة
معذرة ...
أعلن أنا عصيانى بكل جسارة
معذرة ...
فلن أضع فى شعرى العطور
ولن أحمل إليك الزهور
ولن أتراقص فى الليالى
زبحديثك المتعجرف
لن أشغل بالى
ياسيدى جب العالم غرباً وشرقاً
وجرب أن تحيا
حياة أخرى
بجوار امرأة عصرية عطرها غالى ثوبها غالى
وبحبى أنا لا تبالى
جرب .. لن تخسر إلا امرأة
كانت تعشق فيك
أن تأمرها فتلبى
وبالآخرين لا تبالى
ياسيدى ...
من أمى تعلمت أنا
لو كان هناك سجوداً
لغير الله لسجدت إليك
أن أقبع فى دارى أنتظرك
مهما مر علىَّ الوقت
قلبى يذوب شوقاً عليك
لكنى بالصدفة اكتشفت
أنى كنت أحيا فى الحب خرافة
منها تعلمت
أن الموت بعيد عنك
أهون من عشقى وبكائى
بين يديك
هكذا ... يا سيدى
أنا فلاحة منها كثيراً
للأصدقاء شكوت
قلت أننى
لا أرتدى ثياب الليل الملونة
ولا أضع أدوات الزينة الملونة
أصمت دوماً
ولا أقول كلمات حب ملون
وتعجبت لرجل يهرب من أنثى
كانت تهواه لحد الموت
فكل ثيابها الملونة
وعطورها الملونة
وكلمات حبها الملونة
كان بالنسبة لها
الشمس والقمر
وفراشات الحب التى تطير بها
عبر أمواج بحر ملونة
وبين الثوب وغطاء الرأس
تغنت أغنية ثكلى
تشعل ناراً يائسة فى القلب
صدقنى يوم غيابك
عن ذاتى قد غبت
جب العالم شرقاً وغرباً
شمالاً وجنوباً
وابحث عن امرأة
ترضى غرورك
كرجل شرقى
تجمع بين عطر الماضى
وثياب الغد المثيرة
ترتدى اليشمك والحجاب
والسراويل القصيرة
تنتظر عودتك فى المساء
وتتنزه بصحبة آخر
لو تسألها ... من هذا ؟
تسخر منك قائلة ... إنه صديقى
وهل الصداقة مسألة خطيرة ؟
ساعتها سوف تتذكر
أن لا أعرف الصداقات القليلة
ولا الصداقات الكثيرة
وكنت أنت دنياى الكبيرة
ياسيدى ... جرب
ذوات العيون الزرقاء والخضراء
وصويحبات الباروكات الشقراء والحمراء
ستنبهر وتذوب عشقاً
بعدها ستعود إلىَّ نادماً
وتنادينى فيضيع فى الريح النداء
لأنى أعلنت عصيانى عليك
ولن تضل السفينة بعدك
ولن أعانى الشقاء
وسأكتب فوق براءتى
قد خاننى لأنى كنت ساذجة
لا أعرف معنى الدهاء
لم أحتس الخمر يوماً
لم أدخن أبداً سيجارة
وكانت جريمتى الكبرى
أننى أنثى أعتنق النقاء
أنشأ هذا الموقع ويدير تحريره الكاتب الأديب مجدى شلبى